الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{بند} (س) في حديث أشراط الساعة <أن تَغْزُوَ الرُّوم فَتسِير بثمانين بنْداً> البَنْدُ: الْعَلَم الكَبِير وجمعه بنود. {بنس} (س) في حديث عمر رضي اللّه عنه <بَنِّسُوا عن البيوت لا تَطِمُّ امرأةٌ أو صَبيٌّ يَسْمع كلامكم> أي تأخَّروا لئلا يَسْمعوا ما يَسْتَضرُّون به من الرَّفَث الجاري بيْنكم. {بنن} * في حديث جابر رضي اللّه عنه وقتل أبيه يوم أحُد <ما عَرَفْتُه إلاَّ ببَنَانه> البنَان: الأصابع. وقيل أطرافها، واحدتها بَنَانَة. (ه) وفيه <إن للمدينة بَنَّةً> البَنَّة: الريح الطَّيّبة، وقد تُطلق على المَكْروهة، والجمع بِنَانٌ. (ه) ومنه حديث علي <قال له الأشعث بن قيس ما أحسَبُك عرفتني يا أمير المؤمنين، قال: بلى وإني لأجدُ بَنَّةَ الغزْل منك> أي ريح الغزْل، رماه بالحياكة. قيل كان أبو الأشعث يولَع بالنِّسَاجة. (س) وفي حديث شريح <قال له أعرابي - وأراد أن يَعْجَلَ عليه بالحكومة - تَبَننْ> أي تَثَبَّتْ. وهو من قولهم أبَنَّ بالمكان إذا أقام فيه. وفيه ذكر<بُنَانَة> وهي بضم الباء وتخفيف النُّون الأولى: محَلَّة من المحالّ القديمة بالبصرة. {بِنْها} * هو بكسر الباء وسكون النون: قرية من قرى مصر بَارَك النبي صلى اللّه عليه وسلم في عَسَلها، والناس اليوم يفتحون الباء. {بنا} * في حديث الاعتكاف <فأمر ببنَائه فَقُوّض> البناء واحد الأبْنيَة، وهي البيوت التي تسْكنُها العرب في الصحراء، فمنها الطِّرَاف، والخِبَاء، والبِنَاء، والقُبّضة، والمِضْرَب. وقد تكرر ذكره مفردا ومجموعا في الحديث. وفي حديث أنس رضي اللّه عنه <كان أوّل ما أُنْزِل الحجاب في مُبْتَنَى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بزينب> الابْتِنَاء والبِنَاء: الدُّخول بالزوجة. والأصلُ فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنَى عليها قُبَّة ليَدْخُل بها فيها، فيقال بنَى الرجل على أهله. قال الجوهري: ولا يقال بنَى بأهْله. وهذا القول فيه نَظَر، فإنه قد جاء في غير مَوْضع من الحديث وغير الحديث. وعاد الجوهري استعمله في كتابه. والمُبْتَنَى ها هنا يُراد به الابْتِنَاء، فأقامه مقام المصْدر. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <قال: يا نبيَّ اللّه متى تبْنِيني> أي متى تُدْخِلُني على زَوْجتي. وحَقِيقَتُه متى تَجعلُني أبْتَنِي بِزَوْجَتي. (ه) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <ما رأيته صلى اللّه عليه وسلم مُتَّقِياً الأرض بشيء إلا أني أذكر يوم مَطرٍ فإنَّا بَسَطنَا له بِنَاء> أي نِطْعا، هكذا جاء تفسيره. ويقال له أيضا المَبْنَاة. (س) وفي حديث سليمان عليه السلام <من هدّم بِنَاء رَبّه تبارك وتعالى فهو ملعون> يعني من قتل نَفْسا بغير حق؛ لأنّ الجسم بُنْيانٌ خَلَقه اللّه تعالى وركَّبه.(س) وفي حديث البراء بن مَعْرُور <رأيت أنْ لا أجعلَ هذه البَنِيَّة منِّي بِظَهْر> يُريد الكعبة. وكانت تُدعَى بنِيَّةَ إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها، وقد كثر قسَمُهم بربّ هذه البَنِيَّة. (س) وفي حديث أبي حذيفة <أنه تَبَنَّى سالِماً> أي اتَّخذه ابْناً، وهو تَفَعَّل من الإبن. (س) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <كنت ألْعَبُ بالبَنَات> أي التَّمَاثِيل التي تلْعَب بها الصَّبايا. وهذه اللفظة يجوز أن تكون من باب الباء والنون والتاء، لأنها سَلاَمة لبِنْت على ظاهر اللفظ.(ه) وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <أنه سأل رجلا قَدِم من الثَّغْر فقال: هل شَرب الجيش في البُنَيَّات الصغار؟ قال: لا، إن القوم ليُؤتَوْن بالإِناء فيتَداوَلُونه حتى يَشْربُوه كلُّهم> البُنَيَّات ها هنا: الأقْداح الصغار. (س) وفيه <من بنَى في ديار العجم فعَمِل نَيْرُوزَهم ومَهْرَجانهم حُشر معهم> قال أبو موسى: هكذا رواه بعضهم. والصواب تَنأ، أي أقام. وسيذكر في موضعه. (ه) وفي حديث المخنَّث يصف امرأة <إذا قعدَتْ تبنَّت> أي فَرجَّت رجليها لضِخَم رَكَبِها، كأنه شبَّهها بالقُبَّة من الأدَم، وهي المَبْناة لِسمنِها وكثرة لحمها. وقيل شَبَّهها بها إذا ضُرِبت وطُنِّبَتْ انفرجت، وكذلك هذه إذا قعدت تربَّعَت وفرّجت رِجْليها. {بوأ} (ه) فيه <أبُوء بنِعْمَتك عليّ وأبُوء بِذَنْبي> أي ألْتَزِمُ وأرْجعُ وأُقِرُّ، وأصْلُ الْبَواء اللُّزُوم. (ه) ومنه الحديث <فقَدْ بَاءَ أحَدُهُما> أي الْتَزَمَه ورَجَع به. ومنه حديث وائل بن حجر <إنْ عَفَوْت عنه يَبُوء بإثْمه وإثم صاحبه> أي كان علَيه عُقُوبة ذَنْبه وعُقوبَة قَتْل صاحبه، فأضاف الإثم إلى صاحبه؛ لأن قَتْلَه سبَب لإثمه. وفي رواية <إنْ قَتلَه كان مثلَه> أي في حُكْم البَوَاء وصَارَا مُتسَاوِيَيْن لا فَضْل للمُقْتَصِّ إذا اسْتَوْفَى حقه على المقْتَصِّ منه. (ه) وفي حديث آخر <بُؤْ للأمِير بِذَنْبك> أي اعْتَرِفْ به. (ه) وفيه <من كَذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعده من النار> قد تكررت هذه اللفظة في الحديث، ومعناها لِيَنْزِلْ مَنْزِلَه من النار، يقال بَوَّأه اللّه مَنْزِلا، أي أسْكنَه إيَّاه، وتَبَوَّأتُ منزِلا، أي اتَّخَذْته، والمَباءة: المنزل. ومنه الحديث <قال له رجل: أصَلِّي في مَبَاءة الغَنم؟ قال نَعم> أي مَنْزِلِهَا الذي تأوِي إليه، وهو المُتَبَوَّأ أيضا. (ه) ومنه الحديث <أنه قال في المدينة: ها هنا المُتَبَوَّأ>. (ه) وفيه <عليكم بالْبَاءة> يعني النِّكاحَ والتَّزَوّجَ. يقال فيه البَاءَة والْبَاءُ، وقد يُقْصَر، وهو من الْبَاءة: المنْزِلِ؛ لأن مَن تزوّج امْرأة بَوَّأها مَنْزلا. وقيل لأنَّ الرجُل يَتَبَوَّأ من أهْله، أي يَسْتَمكِنُ كما يَتَبَوَّأ من منزله. ومنه الحديث الآخر <أن امْرأة مات زوجُها فمرّ بها رجل وقد تَزَيَّنَت لِلْبَاءَة>. (س) وفيه <أنّ رجلا بَوَّأ رَجُلا برُمْحه> أي سَدَّده قِبَلَه وهَيَّأه له. (س) وفيه <أنه كان بين حَيَّيْن من العَرب قتالٌ، وكان لأحَدِهما طَوْل على الآخر، فقالوا لا نَرْضى حتى يُقْتَل بالعبد مِنَّا الحرُّ منهم، وبالمرأة الرجُلُ، فأمَر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يَتَباءَوْا> قال أبو عبيد: كذا قال هُشَيم، والصوابُ يَتَبَاوَأُوا بوزن يَتَقَاتَلوا، من البَوَاء وهو المُسَاوَاة، يقال بَاوَأْتُ بين القتلَى، أي ساوَيْت. وقال غيره يَتَباءَوْا صحيح، يقال بَاءَ به إذا كان كُفْؤاً لَهُ. وهم بَواء، أي أكْفَاء، معناه ذَوُو بَوَاء. (ه) ومنه الحديث <الجِرَاحات بَواء> أي سَواء في القِصاص، لا يُؤخذ إلاَّ ما يُسَاوِيها في الجرْح. ومنه حديث الصادق <قيل له: ما بالُ العَقْرب مُغْتَاظَة على ابن آدم؟ فقال: تُريد البَوَاء> أي تُؤْذِي كما تُؤْذَى. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <فيكون الثّوابُ جَزاءً والعِقابُ بَواءً>. {بوج} (ه) فيه <ثم هبت ريح سَوْداء فيها بَرْق مُتَبَوِّج> أي مُتَألِّق برُعُود وبُرُوق، من انْبَاجَ يَنْبَاج إذا انْفَتَق. (س) ومنه قول الشَّمَّاخ في مَرْثِيه عُمر رضي اللّه عنه: قَضَيْتَ أمُوراً ثُمّ غَادَرْتَ بَعْدَها ** بَوَائحَ فِي أكْمَامِهَا لَمْ تُفَتِّقِ البَوائح: الدَّوَاهي، جَمْع بَائِجَة. (س) وفي حديث عمر <اجْعَلْها بَاجاً واحدا> أي شيئا واحداً. وقد يُهْمَز، وهو فارسي معرّب. {بوح} (ه) فيه <إلا أن يكُون كُفْرا بَوَاحاً> أي جِهَاراً، من بَاحَ بالشيء يَبُوح به إذا أعْلَنه. ويُروَى بالراء، وقد تقدم. (ه) وفيه <ليْس للنَّسَاء من بَاحَة الطَّريق شيء> أي وَسَطِه. وبَاحَة الدَّار وسَطُها. ومنه الحديث <نَظّفُوا أفنيَتَكُم ولا تدعُوها كبَاحَة اليهود>.وفيه <حتى نَقْتُل مُقاتِلَتكم ونَسْتَبِيح ذَرَارِيَّكُم> أي نَسْبيَهم ونَنْهَبَهم ونَجْعلَهم له مُباحا، أي لا تَبِعةَ عليه فيهم. يقال أبَاحَه يُبِيحُه، واسْتَباحَه يَسْتَبيحه. والمُباح. خلاف المّحْذُور، وقد تكرر في الحديث.{بور} (ه) فيه <فأولئك قومٌ بُورٌ> أي هَلْكَى، جَمْع بائر. والبَوارُ الهَلاك. (س) ومنه حديث علي <لو عَرَفناه أبَرْنَا عِتْرَته> وقد تقدم في الهمزة. ومنه حديث أسْماء <في ثَقيف كَّذابٌ ومُبِير> أي مُهْلِك يُسْرف في إهْلاك الناس. يقال بَارَ الرجل يَبُورُ بَوراً فهو بائر. وأبَارَ غيرَه فهو مُبِيرٌ. (ه) ومنه حديث عمر <الرجال ثلاثة: فرَجُل حائر بَائر> إذا لم يَتَّجهْ لشيء، قيل هو اتْباع لحائر. (ه) وفي كتابه صلَّى اللّه عليه وسلم لأُكَيْدِر <وأنَّ لكُم الْبَوْر والْمَعَامِيَ> الْبَوْر الأرض التي لم تُزْرع، والمعَامِي المجهولة، وهو بالفتح مَصْدر وُصف به، ويُروَى بالضَّم وهو جمع البوَار، وهي الأرض الخرَاب التي لم تُزْرع. (ه) وفيه <نعوذ باللّه من بَوَارِ الأيِّم> أي كسادها، من بارت السُّوق إذا كسَدت، والأيَّم التي لا زَوْج لها وهي مع ذلك لا يَرْغَب فيها أحد. (س) وفيه <أن داود سأل سليمان عليهما السلام، وهو يَبْتَار علْمه> أي يَخْتَبِره ويَمْتَحِنُه. (ه) ومنه الحديث <كنَّا نَبُور أولادنا بَحُبّ علي رضي اللّه عنه>. (س) وحديث علقمة الثقفي <حتى واللّه ما نَحْسب إلا أن ذاك شيء يُبْتَار به إسْلامُنا>. وفيه <كان لا يرَى بأساً بالصلاة على البُورِيّ> هي الحَصِيرُ المعمول من القَصَب. ويقال فيها بَارِيَّة وبُورِيَاء. {بوص} (ه) فيه <أنه كان جالسا في حُجْرة قد كاد يَنْباصُ عنه الظّل> أي يَنْتَقص عنه ويَسْبقه ويَفُوته. (ه) ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <أنه أراد أن يَسْتَعمل سعيد بن العاص فَباصَ منه> أي هَرَب واسْتَتَر وفاتَه. (ه) وحديث ابن الزبير <أنه ضَرب أزّبَّ حتى بَاصَ>. {بوع} (ه) فيه <إذا تَقرَّب العبدُ منّي بُوعاً أتيته هَرْولَةً> البُوع والبَاعُ سواء، وهو قَدْر مَدّ اليَديْن وما بينهما من البَدن، وهو ها هنا مَثلٌ لِقُرْب ألْطَاف اللّه تعالى من العبد إذا تقرّب إليه بالإخلاص والطاعة. {بوغ} [ه] في حديث سَطيح: تلُّفه في الرّيح بَوْغاء الدِّمَنْ* البَوْغَاء: التُّراب النّاعم، والدّمَن ما تَدَمَّن منه، أي تَجَمَّع وتلبَّد. وهذا اللفظ كأنه من المقلوب، تقديره تلفُّه الريح في بَوْغَاء الدّمَن، ويشهدُ لَه الرواية الأخرى <تلفُّه الريح بِبَوْغاء الدّمن>. ومنه الحديث في أرض المدينة <إنَّما هي سِبَاخ وبَوْغاء>.{بوق} (ه) فيه <لايدخل الجنة من لا يأمَنُ جارُه بَوَائِقَه> أي غَواثِلَهُ وشُرُورَه، وَاحِدها بائِقَة، وهي الدَّاهِيَة. ومنه حديث المغيرة <ينام عن الحقائق ويَسْتَيْقظ لِلبَوائق>. وقد تكرر في الحديث. {بوك} * فيه <أنهم يَبُوكُون حِسْيَ تَبُوك بِقَدْحٍ> البَوْك: تَثْوِير الماء بعُود ونحوه ليَخْرُج من الأرض، وبه سُمِيت غزوة تَبٌوك. والحَسْيُ العَيْنُ كالحَفْر. (ه) ومنه الحديث <أن بعض المنافقين بَاكَ عَيْناً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وضَعَ فيها سَهْماً>. وفي حديث عمر بن عبد العزيز <أنه رُفِع إليه رجل قال لرجل - وذكر امرأة أجْنَبِيَّة - إنَّك تَبُوكُها، فأمَر بحَدّه> أصْل البَوك في ضِرَاب البَهائم، وخاصَّة الحمير، فَرأى عُمرُ ذلك قَذْفاً وإن لم يكن صَرَّح بالزنا. (س) ومنه حديث سليمان بن عبد الملك <أن فلانا قال لرجُل من قُرَيش عَلاَم تَبُوك يَتِيمتَك في حِجْرك، فكتب إلى ابن حَزْم أن اضْرِبْه الحدّ>. (ه) وفي حديث ابن عمر <أنه كانت له بُنْدُقَة من مِسْك، فكان يَبُلُّها ثم يَبُوكُها> أي يُدِيرُها بَيْنَ رَاحَتَيْه. {بول} (س) فيه <من نام حتى أصْبَح فقد بَالَ الشيطان في أذُنه> قيل معناه سَخِر منه وظَهَر عليْه حتى نام عن طاعة اللّه عزَّ وجلَّ، كقول الشاعر: بَالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ فَفَسَدْ* أي لمَّا كان الفَضِيخُ يَفْسُد بطلوع سُهيل كان ظُهورُه عليه مُفْسِداً لَهُ. (س) وفي حديث آخر عن الحسن مُرْسَلا <أنَّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: فإذا نام شَغر الشيطان بِرِجْلِه فبال في أُذُنه>. (س) وحديث ابن مسعود <كفى بالرجل شرّا أن يَبُول الشيطان في أُذنه> وكلّ هذا على سبيل المجاز والتَّمْثيل. وفيه <أنه خرج يُريد حاجَةً فاتَّبَعَه بعضُ أصحابه فقال: تَنَحَّ فإن كلّ بائلة تفيخُ> يعني أنّ من يَبُول يَخْرج منه الرّيح، وأنَّثَ الْبَائلَ ذهابا إلى النَّفْس. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <ورأى أسْلَم يَحْمل مَتَاعه على بعير من إبل الصَّدقة، قال: فهَلاَّ نَاقَةً شَصُوصاً أو ابن لَبُون بَوّالاً> وصَفَه بالْبَول تَحْقِيراً لِشَأنه وأنَّه ليْس عنده ظَهْر يُرْغَب فيه لِقوّة حَمْله، ولا ضَرْعٌ فيُحْلب، وإنما هو بَوّالٌ. (س) وفيه <كان للحسن والحسين قَطِيفَة بَوْلاَنِيَّة> هي مَنْسُوبة إلى بَوْلان: اسْم موضع كان يَسْرِق فيه الأعرابُ مَتَاع الحاجّ. وبَوْلان أيضاً في أنْسَاب العرب. (س) وفيه <كلّ أمر ذي بال لا يُبْدأ فيه بحمد اللّه فهو أبْتَر> البَلُ: الحال والشَّأن. وأمْرٌ ذُو بَالٍ أي شَرِيفٌ يُحْتَفل له ويُهْتَمُّ به. والبَلُ في غير هذا: القَلْبُ. (س) ومنه حديث الأحْنَف <أنه نُعيَ له فلان الحَنْظلي فما ألْقَى له بَالاً> أي فما اسْتَمع إليه ولا جَعل قَلْبَه نحوه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث المغيرة <أنه كَرِه ضَرْب البَالَةِ> هي بالتَّخْفيف حديدة يُصَادُ بها السَّمك يقال للصَّياد ارْمِ بِها فما خرج فهو لي بكذا، وإِنَّما كَرِهه لأنه غَرَرٌ ومَجْهول. {بولس} * فيه <يُحْشَر المُتَكَبّرون يوم القيامة أمثالَ الذَّرّ حَتَّى يدخلوا سِجْناً في جَهَنَّمَ يقال له بُولَسُ> هكذا جاء في الحديث مُسَمًّى. {بون} (س) في حديث خالد <فلما ألْقى الشَّأم بَوَانِيَه عَزَلَني واسْتعمل غَيْري> أي خَيْرَه وما فيه من السَّعَة والنّعْمة. والبَوَاني في الأصل: أضْلاع الصَّدر. وقيل الأكتافُ والقوائم. الواحد بَانِيةٌ. ومن حَقِّ هذه الكلمة أن تجيء في باب الباء والنون والياء. وإنما ذكرناها ها هنا حملا على ظاهرها، فإنها لم ترد حَيث ورَدَتْ إلاَّ مَجْمُوعة. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <ألْقَت السماء بَرْك بَوانيها> يُرِيد ما فيها من المطر. وفي حديث النَّذر <أنَّ رجلا نَذر أن يَنْحَر إبلاً بِبُوانةَ> هي بِضَمّ الباء، وقيل بفتحها: هَضبة من ورضاء يَنْبُع. {بهأ} [ه] في حديث عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه <أنه رأى رجُلا يَحْلف عند المقَام، فقال: أرَى الناس قدْ بَهأُوا بهَذا المَقامِ> أي أنِسُوا حتى قلَّت هَيْبَتُه في نُفُوسهم. يُقال قد بَهَأتُ به أبْهَأ. ومنه حديث ميمون بن مهران <أنه كتَب إلى يُونُس بن عُبَيْد: عَلَيك بكتاب اللّه فإن الناس قد بَهأُوا به واسْتَخَفُّوا عليه أحاديث الرّجَال> قال أبو عبيد: رُوي بَهَوْا به، غير مَهْموز، وهو في الكلام مهموز. {بهت} * في حديث بَيْعَة النّساء <ولا يأتِينَ بِبُهْتان يَفْتَرِينَه> هو الباطل الذي يُتَحيَّر منه، وهو من البُهْت التَّحيُّر، والألِف والنُّون زائدتان. يقال بَهتَه يَبْهَتُه. والمعنى لا يَأتِينَ بوَلد من غير أزواجهنَّ فيَنْسَبْنَه إليهم. والبُهْتُ: الكذب والإفْتِراء. ومنه حديث الغِيبَة <وإن لم يكن ما تقول فَقَدْ بهتَّه> أي كذَبت وافْتَريْت عليه. (س) ومنه حديث ابن سَلاَم في ذِكر اليهود <إنهم قوم بُهْتٌ> هو جَمْع بَهُوت من بِنَاء المبالغة في البُهْت، مثل صَبُور وصُبُر، ثم سُكّن تخفيفا. {بهج} * في حديث الجنة <فإذا رأى الجنة وبَهْجَتها> أي حسْنها وما فيها من النَّعيم. يقال بَهُجَ الشيء يَبْهُجُ فهو بَهيج، وبَهْج به - بالكَسْر - إذا فَرِح وسُرَّ. {بهر} (ه) فيه <أنه سار حتى ابْهَارَّ الليلُ> أي انْتَصَف. وبُهْرَة كل شيء وسَطه. وقيل ابْهَارَّ الليل إذا طلعَت نُجومه واسْتَنارت، والأوّل أكثر. (ه) ومنه الحديث <فلما أبْهَر القَوْمُ احْتَرقوا> أي صَارُوا في بُهْرَة النَّهار، وهو وسَطُه. (س) والحديث الآخر <صلاة الضُّحَى إذا بَهَرتِ الشمس الأرض> أي غَلَبَها ضَوْءُها ونُورُها. وفي حديث علي رضي اللّه عنه <قال له عَبْدُ خَيْر: أُصَلِّي الضحى إذا بَزَغَت الشمس؟ قال: لا حَتَّى تَبْهر البُتَيْرَاءُ> أي يَسْتَنير ضَوءُها. (س) وفي حديث الفتْنَة <إن خشِيتَ أن يَبْهَرك شُعاع السَّيف> (أي يغلبك ضوءه وبريقه. قاله صاحب الدر النثير). (ه) وفيه <وقع عليه البُهْر> هو بالضَّم: ما يَعْتَرِي الإنسانَ عند السَّعْي الشديد والعَدْوِ، من النَّهِيج وتَتَابُع النَّفَس. ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه أصابه قُطع أو بُهر> وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث عمر رضي الله عنه <أنه رُفع إليه غُلام ابْتَهَر جارِيةً في شِعْر> الابْتِهَار أن يَقْذِف المرأة بنَفْسه كاذباً، فإن كان صادقا فهو الابْتِيَار، على قَلْب الْهَاء ياء.ومنه حديث العَوّام بن حَوْشَب <الابْتِهار بالذَّنْب أعظم من ركوبه> لأنه لم يدَعيه لنفسه إلا وهو لو قَدَر لَفعل، فهو كفاعِله بالنّيَّة، وزاد عليه بِقِحَتِه وهَتْك سِتْره وتَبَجُّحِه بذَنْب لم يفعله. (ه) وفي حديث ابن العَاص <إنّ ابن الصَّعْبة تَرك مائة بُهَار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذَهَب وفِضَّة> البُهَار عندهم ثَلَثُمائة رطْل. قال أبو عبيد: وأحْسَبها غير عَرَبيَّة. وقال الأزهري: هو ما يُحْمل على البعير بلغة أهل الشام، وهو عَربِيّ صحيح. وأراد بابن الصَّعْبة طلحةَ بن عبيد اللّه، كان يقال لأمّه الصَّعْبة. {بهرج} (س) فيه <أنه بَهْرَجَ دّم ابن الحارث> أي أبْطَله. (ه) ومنه حديث أبي مِحْجَن <أمّا إذْ بَهْرَجْتَنِي فلا أشْرَبُها أبدا> يَعْني الخمر، أي أهْدَرْتَني بإسْقاط الحدّ عَنّي. (ه) وفي حديث الحجاج <أنه أُتِيَ بِجِرَاب لؤلؤ بَهْرَجٍ> أي رَدِيء. والبَهْرَجُ: الباطل. وقال القتيبي: أحْسَبُه بجراب لؤلؤٍ بُهْرِجَ، أي عُدِل به عن الطريق المسْلوك خَوْفا من العَشَّار. واللفظة معرّبة. وقيل هي كلمة هِنْدية أصلها نَبَهله، وهو الرَّديء فنقلت إلى الفارسية فقيل نبهره، ثم عُرّبت فقيل بَهْرَج. {بهز} (ه) فيه <أنه أُتِيَ بشارب فَخُفِقَ بالنّعال وبُهِزَ بِالأيْدِي> البَهْزُ: الدَّفْع العَنِيف. {بهش} (ه) فيه <أنه كان يُدْلِعُ لِسانَه للحسن بن علي فإذا رأى حُمرةَ لسانه بَهَش إليه> يقال للإنسان إذا نظر إلى الشيء فأعجبه واشْتهاه وأسرع نحوه: قد بَهَش إليه. ومنه حديث أهل الجنة <وإنّ أزواجه لتَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشا>. (ه) ومنه حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <أن رجلا سأله عن حيَّة قتَلها فقال: هل بَهَشَتْ إليك؟ > أي أسْرعتْ نحوك تُريدك. والحديث الآخر <مَا بَهَشْتُ لهم بقَصَبة> أي مَا أقْبَلْت وأسْرعتُ إليهم أدْفَعُهم عنِّي بقصبة. (ه) وفيه <أنه قال لرجل: أمِنْ أهل البَهْش أنْت؟ > البَهْش: المُقْل الرَّطْب (ويابسه: الخشل. بفتح الخاء وسكون الشين) وهو من شجر الحجاز، أراد أمِنْ أهل الحجاز أنت؟ . ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <بَلَغه أنّ أبا موسى يقرأ حَرْفا بلُغَته، فقال: إنّ أبا موسى لم يكُن من أهل البَهْش> أي ليس بحجَازي. ومنه حديث أبي ذرّ <لمَّا سمع بخُروج النبي صلى اللّه عليه وسلم أخذ شيئاً من بَهْشٍ فَتزوّده حتى قَدِم عليه>. (س) وفي حديث العُرَنِيّين <اجْتَوَيْنَا المدينة وابْتَهَشَت لُحومُنا> يقال للقوم إذا كانوا سُود الوُجوهِ قِبَاحا: وجُوه البَهْش. {بهل} [ه] في حديث أبي بكر <من ولِيَ من أمر الناس شيئاً فلم يُعْطِهم كتابَ اللّه فعليه بَهْلَةُ اللّه> أي لَعْنَة اللّه، وتُضَم باؤها وتفتح. والمُباهلة الملاعَنَة، وهو أن يَجْتمع القوم إذا اختَلَفوا في شيء فيقولوا لَعْنَة اللّه على الظالم منَّا. [ه] ومنه حديث ابن عباس <من شاء باهَلْته أنّ الحقَّ مَعِي>. وحديث ابن الصَّبْغاء <قال الذي بَهَلَه بُرَيْقٌ> أي الذي لعنَه ودعَا عليه. وبُرَيْق اسم رجُل. وفي حديث الدعاءِ <والابْتِهالُ أن تَمُدّ يدَيْك جميعا> وأصْلُه التَّضرُّع والمبالَغَة في السؤال. {بهم} (ه) فيه <يُحشَر الناسُ يوم القيامة عُرَاةً حُفَاةً بُهْماً> البُهْم جمع بَهِيم، وهو في الأصل الذي لا يُخالط لونَه لونٌ سواه، يعني ليْس فيهم شيء من العاهات والأعْراض الَّتي تكون في الدنيا كالْعَمى والعَوَر والعَرج وغير ذلك، وإنما هي أجْساد مُصَحَّحة لِخُلُود الأبَدِ في الجنة أو النار. وقال بعضهم في تمام الحديث: <قيل ومَا البُهْم؟ قال: ليس مَعهم شيء>، يعْني من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأوّل من حيثُ المعْنَى. وفي حديث عياش بن أبي ربيعة <والأسْوَد البَهِيم كأنه من ساسَمٍ> أي المُصْمَت الذي لم يُخالطْ لونَه لونٌ غيرُه.[ه] وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه <كان إذا نزل به إحدى المُبْهَمات كشَفَها> يُريد مَسْألةً مُعْضِلَة مُشْكِلَة، سُمّيت مُبْهَمة لأنها أبْهِمَتْ عن البيان فلم يُجْعَل عليها دَلِيلٌ. ومنه حديث قُسّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ الدَّياجِي والبُهَمْ* البُهَمُ جمع بُهْمَة بالضم، وهي مُشْكِلات الأمور. (ه) ومنه حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <أنه سأل عن قوله تعالى <وحلائلُ أبنائكم الذين من أصلابكم> ولم يُبَيّن أدَخَل بها الابْن أمْ لا، فقال: أبْهِمُوا ما أبْهَم اللّه> قال الأزهري: رأيت كثيرا من أهل العلم يَذهَبون بهذا إلى إبهام الأمر وإشكاله، وهو غلط. قال وقوله تعالى <حُرّمت عليكم أمّهاتكم> إلى قوله <وبنات الأخت> هذا كله يسمَّى التَّحْريم المُبْهَم؛ لأنه لا يَحِلُّ بوجْه من الوجوه، كالبَهِيم من ألوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تخالف مُعْظم لونه، فلما سُئل ابنُ عباس رضي اللّه عنهما عن قوله تعالى <وأمّهاتكم نسائكم> ولم يبيِّن اللّه تعالى الدخول بهنّ أجاب فقال: هذا من مُبْهَم التَّحريم الذي لا وجْه فيه غيره، سواء دخَلتم بنسائكم أو لم تدخلوا بهنّ، فأمّهات نسائكم مُحرَّمات من جميع الجِهات. وأما الرَّبَائب فلسْنَ من المُبْهَمات؛ لأنّ لهنّ وجْهَين مُبَيَّنَيْن، أُحْلِلْنَ في أحَدِهما وحُرّمْنَ في الآخر، فإذا دُخِل بأمّهات الرَّبائب حَرُمتِ الربائبُ، وإن لم يُدخل بهنّ لم يَحْرُمْن، فهذا تفسير المُبْهَم الذي أراد ابنُ عباس، فافهمْه. انتهى كلام الأزهري. وهذا التفسير منه إنَّما هو للربائب والأمّهات لاَ لِحَلائل الأبناء، وهو في أوّل الحدديث إنما جَعل سؤال ابن عباس عن الحَلائل لاَ الرّبائب والأمّهات. وفي حديث الإيمان والقدر <وترَى الْحُفَاة العُرَاةَ رِعَاء الإبل والبَهْمِ يَتطاولون في البُنْيَان> البَهْم جمع بَهْمَة وهي ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البَهْم بِهَام، وأولاد المَعز سِخَال، فإذا اجتمعا اطْلِق عليهما البَهْم والبِهَام، قال الخطابي: أراد برِعاء الإبل والبَهْم الأعرابَ وأصحابَ البوادِي الذين ينْتَجِعون مَواقِع الغيث ولا تَسْتَقِرّ بهم الدّار، يعني أن البلاد تُفتح فيسكنونها ويَتطاولون في البُنْيان. وجاء في رواية <رُعاة الإبل البُهُم> بضَم الباء والهاء على نعت الرّعاة وهم السُّود. وقال الخطابي: البُهو بالضم جمع البَهِيم، وهو المجهول الذي لا يُعْرف. (س) وفي حديث الصلاة <إنّ بَهْمَة مرّت بين يديه وهو يُصَلّي>. (س) والحديث الآخر <أته قال للراعي ما وَلَّدتَ؟ قال: بَهْمَةً، قال: اذْبَح مكانها شاة> فهذا يدلُّ على أنّ البَهْمة اسم للأُنْثَى؛ لأنه إنَّما سأله ليَعْلم أذكَراً وَلَّد ام أنثى، وإلاَّ فقَد كان يعلم أنه إنما وَلَّد أحدهما. {بهن} [ه] في حديث هَوازِن <أنهم خَرجوا بِدُرَيْد بن الصِّمَّة يَتَبَهَّنُون به> قيل إنّ الراوي غلِط وإنَّما هو: يَتَبَهْنَسُون به. والتَّبَهنُس كالتَّبَخْتُرِ في المشْي، وهي مِشْيَة الأسَد أيضا. وقيل إنما هو تَصْحِيف: يتيَمَّنُون به، من اليُمْن ضِدّ الشُّؤم. (س) وفي حديث الأنصار <ابْهَنُوا منها آخِرَ الدّهْر> أي افْرَحُوا وطِيبُوا نَفْساً بِصُحْبتي، من قولهم امرأة بَهْنَانَة أي ضاحِكة طَيِّبة النَّفْس والأرَج. {بَهْبه} * في صحيح مسلم <بَهْ بَهْ إنك لضَخْم> قيل هي بمَعنى بَخْ بَخْ، يقال بَخْبَخ به وبَهْبَه، غَير أن الموضع لا يَحتَمِله إلا عَلَى بُعْد؛ لأنه قال إنك لضَخْم كالمُنْكِر عليه، وبَخ بَخ لا يقال في الإنكار. {بها} * في حديث عَرفة <يُباَهِي بهم الملائكة> المُباهاة: المُفاخَرة، وقدْ بَاهَى به يُباهِي مُبَاهَاة. ومنه الحديث <من أشراط الساعة أن يتَبَاهَى الناس في المسَاجد> وقد تكررّ ذكرها في الحديث. (ه) وفي حديث أمّ مَعْبَد <فحلَب فيه ثَجًّا حتى عَلاَه البَهاء> أراد بَهَاءَ اللبن، وهو وَبِيصُ رغوته. (ه) وفيه <تَنْتقِل العربُ بِأبْهَائِها إلى ذِي الخَلَصَة> أي ببُيُوتها، وهو جَمْع البَهْوِ للْبَيْت المعروف. (س) وفيه <أنه سمع رجلا يقول حين فُتِحَتْ مكّة: أبْهُوا الخيلَ فقد وضَعَت الحرْبُ أوْزارها> أي أعْرُوا ظهورها ولا تَرْكبُوها فما بقيتُم تحتلجون إلى الغَزْوِ، من أبْهَى البَيْتَ إذا ترَكه غير مَسكُون. وبَيْتٌ باهٍ أي خَالٍ. وقيل إنما أراد وَسّعوا لها في العَلَف وأرِيحُوها، لا عَطّلُوها من الغَزْو، والأوّل الوجْه؛ لأنّ تمام الحديث فقال <لا تَزالُون تُقَاتِلون الكفَّار حتى يُقَاتِل بَقِيَّتُكم الدَّجَّالَ>. {بيت} (ه) فيه <بَشّر خديجة بِبَيْت من قصَب> بيْتُ الرجُل دارُه وقصْرُه وشَرَفُه، أراد بَشّرْها من زُمُرُّدة أو لُؤلؤة مُجَوّفَة. (ه) وفي شعر العباس رضي اللّه عنه يمدح النبي صلى اللّه عليه وسلم: حَتَّى احْتَوى بَيْتُك المُهَيْمنُ مِن * خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ أراد شَرفه، فجعلَه في أعْلَى خِنْدِف بَيْتاً. والمُهيْمن: الشَّاهد بِفَضْلك. (س) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <تزَوّجَني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بَيْت قِيمتُه خمسون دِرْهما> أي مَتَاع بَيْت، فحذَف المضاف وأقام المضاف إليه مُقَامه. (ه) وفي حديث أبي ذرّ <كيف تصْنَع إذا مات الناس حتَّى يَكُونَ البَيْت بالوَصِيف> أراد بالبيت ها هنا القَبْرَ، والوصِيفُ: الغلام، أراد أن مواضع القبور تَضِيق فيَبْتَاعُون كلَّ قَبْر بوَصِيف. وفيه <لا صِيام لمَن لم يُبَيّت الصّيام> أي يَنْوِيه من الليل. يقال بَيَّت فلان رأيَه إذا فكَّر فيه وخَمَّره. وكل ما فُكّر فيه ودُبّر بلَيْل فقَدْ بَيّت. ومنه الحديث <هذا أمر بَيّت بِلَيْل>. والحديث الآخر <أنه كان لا يُبَيّتُ مالاً ولا يُقيله> أي إذا جاءه مالٌ لم يُمْسِكْه إلى الليل ولا إلى القائلة، بل يُعجّل قِسْمَته. والحديث الآخر <أنه سئل عن أهل الدار يُبَيَّتُون> أي يَصابون لَيْلا. وتَبْيِيتُ العَدُوّ: هو أن يُقْصد في الليل من غير أن يَعْلم فيُؤخذ بَغْتَة، وهو البَيَات. ومنه الحديث <إذا بُيّتُم فقولوا حم لا يُنْصرون> وقد تكرر في الحديث. وكل من أدركه الليل فقد باتَ يبيتُ، نَام أو لم يَنَم. {بيج} * في حديث أبي رَجاء <أيُّما أحَبُّ إليك كذا وكذا، أو بِيَاجٌ مُرَبَّبٌ؟ > قال الجوهري: البياج بكسر الباء ضرب من السمك، ورُبَّما فُتِح وشدّد. وقيل إنّ الكلمة غير عربيَّة. والمربَّب: المعْمُول بالصبَاغ. {بيد} (ه) فيه <أنَا أفْصَح العَرب بَيْدَ أنّي من قريش> بَيْدَ بمعنى غير. ومنه الحديث الآخر <بَيْد أنخم أُوتُوا الكتاب من قَبْلنا> وقيل معناه على أنهم، وقد جاء في بعض الروايات بَايِدَ أنَّهم، ولم أرَهُ في اللغة بهذا المعنى. وقال بعضهم: إنها بأيْدٍ، أي بقُوّة، ومعناه نحن السابقون إلى الجنة يوم القيامة بِقُوّة أعْطَانَاها اللّه وفَضَّلنَا بها. وفي حديث الحج <بَيْدَاؤكم هذه التي تَكْذبون فيها على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> البيْداء: المفَازة التي لا شيء فيها، وقد تكرر ذكرها في الحديث، وهي ها هنا اسم موضع مخصوص بَيْن مكَّة والمدينة، وأكثر ما تَرِدُ ويُرَاد بها هذه. (ه) ومنه الحديث <إنّ قوما يَغْزُون البيت، فإذا نزلوا بالبَيْداء بَعَث اللّه جبريل عليه السلام فيقول يا بَيْداء أبيديهم، فيُخْسَفُ بهم> أي أهلكيهم. والإبادة: الإهلاك. أبادَهُ يُبِيدُه، وبَادَ هُو يَبِيدُ. ومنه الحديث <فإذا هُمْ بديارٍ بَادَ أهلُها> أي هلكوا وانْقَرضوا. وحديث الحور العين <نحن الخالدات فلا نَبِيدُ> أي لا نَهْلِك ولا نَمُوت. {بيذق} * في غزوة الفتح <وجعل أبا عبيدة على البَياذِقَة> هم الرَّجَّالة. واللفظة فارسية معربة. وقيل سُمُّوا بذلك لخِفة حركتهم وأنَّهم ليس معهم ما يُثْقِلُهم. {بيرحاء} * قد تقدم بيانُها في الباء والراء والحاء من هذا الباب.{بيشيارج} (س) في حديث علي رضي اللّه عنه <البَيْشِيَارَجَاتُ تُعَظِّم البَطْن> قيل أراد به ما يُقَدَّم إلى الضيف قَبْل الطعام، وهي مُعرّبة. ويقال لها الفيشفارَ جاءت بفَاءَيْن. {بيض} (ه س) فيه <لا تُسَلِّطْ عليهم عدوّا من غيرهم فيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهم> أي مجْتَمعهُم ومَوْضِع سُلطانهم، ومُسْتَقَرَّ دَعْوتهم. وبَيْضَة الدَّار: وسَطُها ومُعْظَمُها، أراد عَدوًّا يَسْتَأصِلُهم ويُهلِكهم جميعهم. قيل أرادَ إذا أُهْلِك أصْلُ البَيْضة كان هَلاك كلِّ ما فيها من طُعْم أو فَرْخ، وإذا لم يهْلِك أصْلُ البيضة ربَّما سَلم بعض فِرَاخها. وقيل أرادَ بالبيْضة الْخُوذَة، فكأنَّه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامِهم ببَيْضة الحَدِيد. ومنه حديث الحُديْبية <ثم جِئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها> أي أهْلِك وعَشِيرَتك. وفيه <لعن اللّه السارق يَسْرِق البَيْضة فتُقْطع يَدُه> يعني الخُوذّة. قال ابن قتيبية: الوجه في الحديث أنّ اللّه تعالى لما أنْزل <والسَّارُق والسارقةُ فاقطعوا أيديَهما> قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لعن اللّه السارقَ يسْرِق البَيْضة فتُقْطع يدُه، على ظاهر ما نَزَل عليه، يعني بَيضة الدَّجَاجة ونَحْوها، ثم أعلمه اللّه تعالى بَعْدُ أن القَطع لا يكون إلا في رُبع دينار فما فَوْقه. وأنكر تأويلها بالخُوذة؛ لأنّ هذا ليس موضع تكْثير لما يأخذه السارق، إنما هو موضع تَقْليل، فإنه لا يقال: قَبَّح اللّه فلانا عَرَّض نفسه للضَّرب في عِقْد جوْهر، إنما يقال لعنه اللّه تَعرّض لقَطْع يده في خَلَق رَثٍّ، أو كُبَّة شَعَر. (س) وفيه <أُعْطِيتُ الكَنْزَين الأحْمَر والأبْيَض> فالأحْمرُ مُلك الشام، والأبيضُ مُلك فارس. وإنما قال لفارس الأبيض لبياض ألْوَانهم ولأنّ الغالب على أموالهم الفِضَّة، كما أنّ الغالب على ألوان أهل الشام الحُمرة وعلى أمْوالهم الذَّهَب. (ه) ومنه حديث ظبيان، وذكَر حمير فقال <وكانت لهم البَيْضاء والسَّوْداء، وفارس الحَمْراء والجزية الصَّفْراء> أراد بالبيضاء الخرابَ من الأرض؛ لأنه يكون أبْيَض لا غَرْس فيه ولا زرْع، وأراد بالسَّوداء الْعَامِرَ منها لاخضرارها بالشجر والزرع، وأراد بفارس الحمراء تَحَكُّمَهم عليه (كذا في الأصل واللسان. وفي ا والهروي: وأراد بفارس الحمراء: العجم. وفي ا: لحكمهم عليه) وبالجِزْية الصَّفْراء الذَّهَب؛ لأنهم كانوا يَجْبُون الخَراج ذَهَبا. ومنه الحديث <لا تقوم الساعة حتى يظهر الموت الأبْيَضُ والأحمر> الأبيض ما يأتي فجأة ولم يكن قبْله مرض يُغَيِّر لَوْنَه، والأحمر الموت بالقَتْل لأجْل الدَّم. (ه) وفي حديث سعد <أنه سُئل عن السُّلْت بالبَيْضاء فكَرِهه> البَيْضاء الحِنْطة، وهي السَّمْراء أيضا، وقد تكرر ذكرها في البَيع والزكاة وغيرهما، وإنما كَرِه ذلك لأنهما عنده جِنْس واحد، وخالفه غيره.(س) وفي صفة أهل النار <فَخِذُ الكافر في النَّارِ مِثل البَيْضَاء> وقيل هو اسم جَبَل. وفيه <كلن يأمُرنا أن نَصُوم الأيَّام البِيضَ> هذا على حذف المضاف يريد أيَّام اللَّيالي البِيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وسُمّيت ليَالِيها بِيضاً لأن القمر يَطْلُع فيها من أوّلها إلى آخرها، وأكثرها ما تجيء الرواية الأيَّامُ البيضُ، والصَّواب أن يقال أيَّام البِيض بالإضافة؛ لأنّ البيض من صِفَة الليالي. وفي حديث الهجرة <فنظَرْنا فإذا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه مُبَيِّضِن> بتشديد الياء وكسْرها، أي لابِسِين ثيابا بيضاً. يقال هُمُ المُبْيّضَة والمُسْوِّدة بالكسر. ومنه حديث توبة كعب بن مالك <فرأى رجُلا مُبْيِّضاً يَزُول به السَّرابُ> ويجوز أن يكون مُبْيَضًّا بسكون الباء وتشديد الضاد، من البياض. {بيع} [ه] فيه <البَيِّعَان بالخيار ما لم يَتَفَرَّقا> هما البائع والمُشْتَري. يقال لكلِّ واحدٍ منهما بَيِّع وبَائع. (س) وفيه نهى عن بَيْعَتَيْنِ في بَيْعَة> هو أن يقول بِعْتُك هذا الثَّوب نَقْدا بعشَرة ونَسِيئةً بخَمْسة عشر، فلا يجوز؛ لأنه لا يَدْرِي أيُّهُما الثمن الذي يَخْتَاره ليَقَعَ عليه العقد. ومن صُوَرِه أن يقول بعتك هذا بعشرين على أن تَبِيعني ثوبك بعشَرة فلا يصلح للشرط الذي فيه، ولأنه يَسْقط بسقوطه بَعْضُ الثَّمن فيصير الباقي مجهولا، وقد نُهِيَ عن بيع وشَرْط، وعن بيع وسَلَفٍ، وهما هذان الوجهان. (س ه) وفيه <لا يَبِعْ أحدُكم على بيع أخيه> فيه قولان: أحدهما إذا كان المتعاقدان في مجلس العَقْد وطَلَب طالِبٌ السِّلعة بأكثر من الثَّمن ليُرغّب البائع في فسْخ العقد فهو محرّم؛ لأنه إضرار بالغير، ولكنَّه مُنْعَقِد لأنّ نفْس البيع غيرُ مقصود بالنَّهي، فإنه لا خلل فيه. الثاني أن يُرَغِّب المشتري في الفَسْخ بعَرْضِ سِلْعة أجْوَدَ منها بمثْل ثمنها، أو مِثلِها بدون ذلك الثَّمن، فإنه مثل الأوّل في النَّهْي وسواء كانا قد تَعاقدا على المَبيع أو تَساوَما وقاربَا الانْعِقاد ولم يبْق إلا العَقْد، فعلى الأوّل يكون البيع بمعْنَى الشراء، تقول بِعْتُ الشيء بمعنى اشتريتهُ، وهو اخْتيار أبي عُبَيد، وعلى الثاني يكون البيع على ظاهر. (ه) وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه كان يَغْدُو فلا يَمُرّ بسَقَّاطٍ ولا صاحب بِيعَةٍ إلا سَلَّم عليه> البِيعَة بالكسر من البيع: الْحَالة، كالرِّكبة والقِعْدة.وفي حديث المزارعة <نَهى عن بَيْع الأرض> أي كِرائها. وفي حديث آ خر <لا تَبِيعوها> أي لا تُكْروها. وفي الحديث <أنه قال: ألا تُبَايِعوني على الإسلام> هو عبارة عن المُعَاقَدة عليه والمُعَاهدة، كأنّ كلَّ واحد منهما باع ما عِنده من صاحبه وأعطاه خالِصَةَ نفسِه وطاعتَه ودَخِيلةَ أمره. وقد تكرر ذكرها في الحديث. {بيغ} (ه) فيه <لا يَتَبَيَّغْ بأحَدكُم الدَّمُ فيقتُلَه> أي غَلَبة الدَّم على الإنسان، يقال تبَيَّغ به الدَّم إذا تَردّد فيه. ومنه تبيَّغَ الماء إذا تردّد وتحيَّر في مَجْراه. ويقال فيه تَبوّغ بالواو. وقيل إنه من المقلوب. أي لا يَبْغي عليه الدم فيقتله، من البَغْي: مجاوزةِ الحدّ، والأوّل الوجه. ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <ابْغِني خادِماً لا يكون قَحْماً فانِياً، ولا صَغيرا ضَرَعاً، فقد تَبَيَّغ بي الدَّمُ>. {بين} (ه) فيه <إنَّ من البيان لَسِحْرا> البَيَان إظهار المقصود بأبْلَغ لفْظ، وهو من الفهْم وذكاء القلْب، وأصله الكَشْف والظُّهور. وقيل معناه أنَّ الرجُل يكون عليه الحقُّ وهو أقْوَمُ بحُجَّته من خَصْمه فيَقْلب الحقَّ بِبَيانه إلى نفْسه؛ لأنَّ معنَى السّحر قلْبُ الشيء في عَيْن الإنسان، وليس بقَلْب الأعْيان، ألا تَرى أنَّ البليغ يَمْدَح إنْسانا حتى يَصْرف قُلوبَ السَّامعين إلى حبه، ثم يَذُّمُّه حتى يَصْرِفَها إلى بُغْضِه. ومنه <الْبَذَاء والبَيان شُعْبتَان من النِّفاق> أراد أنَّهُما خَصْلَتان مَنْشَؤُهُما النّفاق، أمَّا البَذاء وهو الفُحْش فظاهر، وأما البَيان فإنما أراد منه بالذم التَّعمُّق في النُّطق والتَّفاصُح وإظهار التَّقدُّم فيه على الناس، وكأنه نَوع من العُجْب والكِبْر، ولذلك قال في رواية أخرى: البَذاء وبعض البَيان؛ لأنه ليس كلّ البيان مَذْموما. ومنه حديث آدم وموسى عليهما السلام <أعطاك اللّه التَّوراة فيها تِبْيانُ كلّ شيء> أي كَشْفُه وإيضاحُه. وهو مَصْدر قليل فإنَّ مصَادر أمْثَله بالفَتْح. (ه) وفيه <ألا إنّ التَّبَيّن من اللّه تعالى والعَجلَة من الشيطان، فَتبيَّنُوا> يريد به ها هنا التَّثَبُّت، كذا قاله ابن الأنباري. (س) وفيه <أوّل ما يَبينُ على أحَدكم فَخِذُه> أي يُعْرب ويَشْهد عليه. (ه) وفي حديث النُّعمان بن بشير رضي اللّه عنه <قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبيه لمَّا أراد أن يُشهده على شيء وهبه ابنَه النُّعمانَ: هل أبَنْتَ كلَّ واحد منهم مثْل الذي أبَنْتَ هذَا> أي هَل أعْطَيْتَهم مثلَه مَالاً تُبينُه به، أي تُفْرده، والاسم الْبَائنَة. يقال طَلَبَ فُلان الْبَائنة إلى أبوَيْه أو إلى أحدهما، ولا يكون من غيرهما. (ه) ومنه حديث الصدّيق <قال لعائشة رضي اللّه عنها: إنّي كنْت أبَنْتُكِ بِنُحْل> أي أعْطَيْتُك.(س) وفيه <منْ عال ثلاث بنَات حتَّى يَبِنَّ أوْ يَمُتْن> يبِنُّ بفتح الياء، أي يتَزَوَّجْن. يقال أبان فلانٌ بنْتَه وبَيَّنَها إذا زوّجها. وبانت هي إذا تزوّجت. وكأنَّه من البَيْن: البُعدِ، أي بَعُدت عن بيت أبيها. ومنه الحديث الآخر <حتى بانوا أوْ مَاتوا>.وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه فيمن طلَّق امرأته ثلاث تطليقاتٍ <فقيل له إنها قد بانت منك، فقال صَدَقوا> بانت المرأة من زوجها أي انْفَصَلت عنه ووَقع عليها طلاقُه. والطلاق البائن هو الذي لا يَمْلك الزوجُ فيهِ اسْترجاع المرأة إلا بعقد جديد، وقد تكرر ذكرها في الحديث. وفي حديث الشرب <أبِن القَدَح عن فِيك> أي افْصلْه عنه عند التَّنَفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيء من الرّيق، وهو من البَيْن: البُعدِ والْفِراق. ومنه الحديث في صفته صلى اللّه عليه وسلم <ليس بالطويل البَائن> أي المُفْرط طُولاً الذي بعُدَ عن قَدْرِ الرجال الطِّوال. (س)* وفيه <بَيْنَا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ جاءه رجلٌ> أصْلُ بَيْنَا: بَيْن، فأشْبِعَت الفتحة فصارت ألِفا، يقال بَيْنَا وبَيْنَما، وهُما ظرفا زمان بمعنى المُفاجأة، ويُضافان إلى جُملة من فِعْل وفاعل، ومُبتدأ وخبر، ويحتاجان إلى جواب يَتِم به المعنى، والأفْصح في جوابهما، ألاّ يكون فيه إذْ وَ إذا، وقد جاءا في الجواب كثيرا، تقول بَيْنَا زيد جالسٌ دَخَل عليه عمرو، وإذ دخل عليه عمرو، وإذَا دَخَل عليْه. ومنه قول الْحُرَقَة بنت النعمان: بَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ والأمْرُ أمْرُنَا ** إذَا نَحْنُ فيهم سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ {بيا} (س) في حديث آدم عليه السلام <أنه اسْتَحْرم بعد قَتل ابْنه مائة سَنَة فلم يَضْحَك حتى جاءه جبريل عليه السلام فقال: حَيَّاك اللّه وبَيَّاك> قيل هو إتْباع لحيَّاك. وقيل معناه أضْحَكك. وقيل عَجَّل لك ما تُحِب. وقيل اعْتَمدك بالمُلك. وقيل تَغَمَّدك بالتحية. وقيل أصله بَوَّأك، مهموزا فخُفّفَ وقُلب، أي أسْكَنك مَنزلا في الجنة وهيَّأك له. أكثر ما تردُ الباء بمعنى الإلصاق لِمَا ذُكر قبلها مِن اسم أو فعل بما انْضَمَّت إليه، وقد تَرد بمعْنى الملابسة والمخالطة، وبمعنى مِن أجْل، وبمعنى في ومن وعن ومع، وبمعنى الحال، والعِوَض، وزائدة، وكل هذه الأقسام قد جاءت في الحديث. وتُعرف بسِياق اللفظ الواردة فيه. (ه) في حديث صخر <أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن رجُلا ظاهَر من امرأته ثم وَقَع عليها فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: لعَلَّك بذلك يا أبا سَلَمة، فقال: نَعم أنَا بِذَلك> أي لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ متعلّقة بمحذوف تقديره لعلَّك المُبْتَلَى بذلك. (ه) ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <أنه أُتِيَ بامرأة قد فَجَرَتْ، فقال مَنْ بِكِ> أي مَن الفاعل بك.(س ه) وحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه كان يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فإذا أصاب خصْلة قال أنَا بِهَا> يعني إذا أصاب الهدَف قال أنا صاحبُها. (ه) وفي حديث الجمعة <من تَوَضَّأ للجمعة فَبِها ونِعْمَت> أي فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة في الجمعة الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بالمدح. وقيل معناه فبالسُّنَّة أخَذَ، والأوّل أولى. (س) وفيه <فسَبّح بحمد ربك> البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كقوله تعالى <تَنْبُتُ بالدُّهْن> أي مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة به، ومعناه اجْعل تَسْبيح اللّه مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بحمده. وقيل الباء للتَّعدية، كما يقال اذْهَب به: أي خُذْه معك في الذّهاب، كأنه قال: سبّح ربَّك مع حمدك إيَّاه. (س) ومنه الحديث الآخر <سبحان اللّه وبحمده> أي وبِحَمْده سَبَّحت. وقد تكرر ذكر الباء المفردة على تقدير عامل محذوف. واللّه تعالى أعلم.
|